-A +A
محمد المصباحي
** يعتقد الكثيرون أن الخبرة نتاج مكوث الإنسان لسنوات في عمل ما.. والحقيقة أنها نتاج لاحتكاك المرء بالعمل وبحثه عن التطور وخوضه التجربة بنفسه..
** فالذي يمكث سنوات في عمله دون أن يدخل إلى معمعة الميدان.. أو ينتج.. أو يخوض التجربة.. إنما يعيش في وهم.. لاعتقاده أنه الأقدر والأعلى والأفهم، والحقيقة أنه أقل خبرة أحيانا.. كما أن اعتبار هذه الشخصيات بأن صغار الموظفين أقل منهم قدرة وخبرة، من الوهم.. لأن الخبرة الحقيقية تنتج عن احتكاك حقيقي بالعمل..

** لا ينبغي أن تغتر المؤسسات والشركات بأهل المناصب، فتجلبهم بمرتبات مبالغ فيها.. فالخبرة في صغار الموظفين تفوق أحيانا المسؤول.. لكن الزمن أو الحظ لم يسعف هذه الفئة لإبراز ما لديها..
** بعض أهل المكانات تجده هو ذاته لم يتقدم خطوة واحدة، رغم عدد السنين التي مكث فيها في مجاله، فلم تزداد معرفته.. لأنه يترفع عن خوض التجربة بحكم مكانته، وبالتالي تجده نسخة (copy) تتكرر كل عام. في المقابل، لا تعمم هذه الأحكام على المتقلدين للمناصب العليا.. لأن جدارتهم أحيانا هي من صنعت لهم المنصب..
** من التواضع اعتراف الإنسان بأنه أقل خبرة ممن هم تحته ــ وليس شرطا الإفصاح بذلك وإنما باحترامهم.. ومن الحكمة أخذ صاحب العمل بآراء أهل الخبرات من موظفيه، حتى يرتقي بالعمل.. ومن الخطأ الفادح إصدار القرارات بعيدا عن استشارة الفئات التي تعمل معنا..
لحظة..
الحكم على الخبرة بعدد السنين فقط.. كارثة.